ماذا تعرف عن أوبرا وينفري؟ سؤال لا تفكر في الإجابة عليه قبل قراءة السطور التالية التي تتضمن عرض لكتاب "أوبرا"
لكل كتاب تاريخ ميلاد هو لحظة الإلهام الذي يقرر فيها الكاتب تحويل أفكاره إلى كتاب يشارك فيه العالم. وتاريخ ميلاد كتاب "أوبرا" بقلم الكاتبة الأمريكية المثيرة للجدل كيتي كيلي، الذي تم إصداره منذ أسابيع قليلة, يرجع لما يقرب من عشرين عاما عندما التقت كيتي لأول مرة باوبرا أثناء مشاركة المذيعة الأشهر في العالم في تقديم البرنامج النهاري "الناس يتحدثون" في بليتمور التي شهدت بدايتها كمذيعة تلفزيونية. سبب اللقاء هو كتاب كيتي عن قصة حياة جاكلين كيندي ولكن أوبرا فضلت عدم إجراء الحوار وتركت زميلها في تقديم البرنامج مع كيتي معلنة أنها لا تحب هذه النوعية من الكتب التي تتناول حياة المشاهير دون رقابة من صاحب القصة. أثناء هذا اللقاء أدركت كيتي كما تؤكد في مقدمة كتابها أن علاقتها بأوبرا لم تنتهي بعد والأدق أنها لم تبدأ وعلى مر السنوات تابعت كيلي نجاحات أوبرا التي تحولت من نجمة تلفزيونية إلى ملكة على عرش قلوب الجماهير ليس في الولايات المتحدة فقط ولكن في كل أنحاء العالم. النجاح الكبير الذي حققته أوبرا دفع كيتي إلى التفكير في كتابة قصة حياتها وتؤكد كيتي أن تخصصها في كتاب قصص حياة المشاهيريرجع لسؤال يسيطر دائما على تفكيرها عن الصورة الحقيقية للمشاهير وهل الواقع يختلف عن الصورة الملونة التي تظهر في الإعلام.
ومع استعدادها لتقديم كتابها بدأت الشائعات وبدأت محاولات أوبرا للدفاع عن نفسها حيث ذكرت في حوار تلفزيوني أنها علمت أن هناك محاولة لكتابة قصة حياتها ولكنها على يقين أن الكتاب سيكون ممتلأ بالأكاذيب. وتؤكد كيلي أنها حاولت الاتصال بأوبرا في محاولة للحصول على تعاونها من أجل تقديم الكتاب ولكنها فشلت في الوصول إليها وعندما حاولت الاتصال بالعاملين معها اكتشفت أن كل من يعمل بالقرب منها يوقع على عقد سرية ينص على عدم الحديث عن تفاصيل علاقته بأوبرا كما اكتشفت كيتي أن أوبرا تجبر العاملين معها على مناداتها بأسم ماري في الأماكن العامة حتى لا يعلم أحد أنه يتحدث عنها. لكن هذه العوائق لم تمنع كيتي من تقديم كتابها الذي اعتمدت فيه على بعض أقارب أوبرا الذين قدموا لها القصة الحقيقية لطفولة أوبرا ونشأتها وهي نسخة مختلفة عن القصة التي ترددها أوبرا على مسامع العالم كما أعتمدت كيتي على أوبرا نفسها حيث قامت بجمع كل الحوارات التي أجرتها أوبرا على مدار 25 عاما لتكشف من خلال كلمات أوبرا نفسها عن الجانب الخفي في حياتها.
اختارت كيتي أن يبدأ كتابها عن أوبرا باللحظة الفاصلة في تاريخها المهني, لحظة شهدت ميلادها كنجمة تلفزيونية غير عادية. في نهاية عام 1983 انتقلت أوبرا من بليتمور إلى شيكاغو من أجل تقديم توك شو في محطة "دبليو إل أس". وقد نجحت أوبرا في الاختبار وحققت نجاح كبير في شيكاغو دفع ستيفن سبيلبرج لاختيارها للمشاركة في بطولة الفيلم الشهير "اللون القرمزي" عام 1985, بعد الانتهاء من تصوير الفيلم طلبت أوبرا من ستيفين سبيلبرج أن يضع صورتها وأسمها على أفيش الفيلم ولكن المخرج والمنتج الشهير أكد لها أن عقدها لا ينص على هذا وهنا استشاطت أوبرا غضبا وصاحت في وجهه وهي تؤكد له أنه سيندم كثيرا لأنها ستكون مشهورة على نحو غير مسبوق. تهديد أوبرا لم يدفع سبيلبرج لتغيير رأيه ولكن قبل أسبوع من بداية عرض الفيلم كانت أوبرا قد بدأت مشوارها في الشهرة العالمية عندما قررت تقديم حلقة على الإساءة الجنسية وهو موضوع شائك لم يكن الإعلام الأمريكي في ذلك الوقت يتحدث عنه. استضافت أوبرا امرأة اطلقت على نفسها أسم لورا وأخذت السيدة في سرد قصتها مع الإساءة الجنسية التي تعرضت لها في منزلها ومع تدافع الكلمات والحكايات بدأت لورا في فقدان سيطرتها على أعصابها لتنهمر الدموع وفي تلك اللحظة اقتربت أوبرا منها واحتضنتها قبل أن تهمس في أذنيها قائلة " لقد حدث لي نفس الشيئ".
اعتراف أوبرا تحول إلى الخبر الأهم في وسائل الإعلام الأمريكية وانتهزت أوبرا الفرصة وسردت تاريخ حياتها على مرأى من الجميع حيث أكدت أنها تعرضت وهي طفلة صغيرة في التاسعة من عمرها إلى الاستغلال الجنسي من جانب أحد أقاربها الذي يكبرها بعشرة سنوات, وتوالت اعترافات أوبرا عن حياتها البائسة وهي طفلة عندما كانت تعيش مع جديها في المسيسبي وكيف كانت جدتها تضربها وجدها يعاملها بقسوة مؤكدة أنها كانت لا تملك ملابس جديدة أو ألعاب. واستمرت أوبرا في فتح دولاب اسرارها أمام شاشات التلفزيون وتحكي لمشاهدين برنامجها عن معاناتها مع والدتها التي انتقلت للعيش معها في السادسة من عمرها وكيف كانت والدتها وزوجها الجديد يعاملاها بجفاف ويفرقا بينها وبين أخواتها مؤكدة أن حياتها تغيرت بعد انتقالها للعيش مع والدها فيرنون وينفري. وقع الجمهور الأمريكي في حب أوبرا وتعاطف مع قصة حياتها البائسة وقدرتها على تحقيق النجاح على الرغم من نشأتها الفقيرة. جرأة أوبرا في الكشف عن تفاصيل حياتها امتدت لنوعية موضوعات البرنامج وطريقة تناولها لهذه الموضوعات ووقع الجمهور في عشق جرأتها وتعليقاتها الغير أخلاقية وأسئلتها الغير متوقعة حتى مع المشاهير فعلى سبيل المثال وأثناء استضافتها لبروك شيلدز سألتها أوبرا " هل أنت بالفعل فتاة طيبة؟". وتؤكد كيتي أن أوبرا برعت في استغلال حياتها الشخصية من اجل تحقيق مزيد من النجاح, لعبت دور المرأة التي تكشف دون خجل عن أدق أسرار حياتها حتى لو كان هذا السر هو تناولها للمخدرات وهي في بداية العشرينات, ولكن كيتي تؤكد أن أوبرا كانت تعلم متى تتوقف وما هي المعلومات التي يمكن مشاركتها مع الجمهور والمعلومات التي يجب أن تظل سر, فقد كانت أوبرا على حد وصف كيتي أقرب للبهلوان الذي يبهر الناس بينما يخفي وجهه الملون
الجانب المظلم من شخصيته.
أدركت أوبرا سر النجاح و كافأتها المحطة بإمداد برنامجها لساعة بل وتم تأليف أغنية خاصة لها واستمرت أوبرا في نجاحاتها وتحولت بالفعل إلى أسطورة. لكن للعملة وجه آخر, وإذا كانت أوبرا تظهر على شاشة التلفزيونية في صورة المرأة القوية والجرئية والمحبة للخير فأن على أرض الواقع تتحول الصورة الملونة إلى اللونين الأبيض والأسود فقط لتزداد وضوح وتكشف عن الكثير من الخبايا والأسرار والحقائق التي تم تزينها بألوان الأعلام. في كتابها التقت كيتي بإحدى قريبات أوبرا وهي كاترين كير ايستر التي اعتادت أوبرا بمناداتها "خالة كاترين".
أكدت كاترين أنها تحب أوبرا وتحب كل أعمال الخير التي تقوم بها ولكنها في نفس الوقت لا تعلم لماذا تصر على سرد الأكاذيب عن طفولتها مؤكدة أن أوبرا عاشت طفولة سعيد وكانت طفلة مدللة تسعى لجذب الانتباه دائما, ولم تتعرض للضرب بل كانت تحصل على ما تريده من ألعاب وهدايا وملابس جديدة فقد كانت تعيش في عائلة ميسورة مقارنة بأقرانها, ونفت تعرضها للاستغلال الجنسي وهي طفلة صغيرة. أما عن الجزء المتعلق بوالدتها وكيف أنها تخلت عنها فقد أكدت كاترين أن فرينتا لي والدة أوبرا تركتها وهي طفلة رضيعة مع والديها حتى تستطيع أن تبدأ حياتها من جديد وتعثر على وظيفة وتستقر وبالتالي تتمكن من إعالة طفلتها الصغيرة التي كانت تحظى بحب الجميع في بيت جديها. سألت كاترين أوبرا سؤالا واضح عن أصرارها على مثل تلك الأكاذيب واجابتها أوبرا قائلة " هذه الأمور هي ما يريد الناس سماعها, الحقيقة مملة خالة كاترين, الناس لا يريدون الملل بل يريدون قصص درامية".
وللدراما وجه مختلف في حياة أوبرا, في حوار لها مع المذيعة باربرا والترز أشارت أوبرا أنها كانت تتمنى أن تولد بيضاء حتى لا تتعرض للتمييز العنصري الذي تعرضت له وهي طفلة صغيرة, وأشارت أوبرا أن بشرتها السمراء الداكنة جعلت والدتها تميز بينها وبين بقية أبناءها أصحاب البشرة السمراء الفاتحة. لكن إدعاءات أوبرا عن معاناتها في منزل والدتها تم نفيها على لسان أختها الصغرى باتريشيا التي أجرت لقاء مع جريدة "ناشينول انكواير" في بداية التسعينات أكدت فيه أن والدتها كانت تحب أوبرا وتدللها باعتبارها ابنتها الكبرى وفي نفس الحوار أشارت باتريشيا إلى جموح أوبرا فعندما انتقلت للعيش مع والدتها كانت طفلة متمردة تريد الحصول على كل شيئ, اعتادت سرقة والدتها للحصول على المال, اعتادت وهي مراهقة إقامة العلاقات من أجل المال, انجبت طفل وهي في الرابعة عشر من عمرها ولكنه مات بعد شهر من ميلاده. في كتابها كشفت كيتي عن الأسرار التي دفعت باتريشيا للحديث عن اسرار أختها على صفحات الجرائد, فقد كانت أوبرا ترسل لأختها مرتب شهري يصل إلى 1200 دولار شهري ولكنها توقفت عن إرسال المال لبتريشيا لأنها كانت تستخدم المال في شراء المخدرات وهو الأمر الذي دفع باتريشيا إلى الذهاب إلى "ناشينول انكواير" لكي تكشف عن أسرار أوبرا مقابل 19 ألف دولار. اعترافات باتريشيا على صفحات الجريدة أصاب أوبرا بالانهيار التي ظلت تبكي لثلاثة أيام لم تغادر خلالهم السرير, وأضطرت أوبرا في النهاية إلى تقديم تصريح في مؤتمر صحفي علقت فيه عن حقيقة انجابها لطفل وهي في الرابعة عشر من عمرها. بعد هذه الفضيحة العلنية قررت أوبرا مساعدة باتريشيا على التخلص من الإدمان ودفعت تكاليف إعادة تأهيلها ولكنها في نفس الوقت رفضت الحديث معها وأن ظلت اوبرا تدفع مصاريف تعليم ابنتي أختها باتريشيا التي ماتت في عام 2003 بعد تناولها جرعة مخدرات زائدة. والمؤكد أن العلاقة بين أوبرا ووالدتها علاقة متوترة وباردة بسبب إدعاءات أوبرا التي نفتها تماما باتريشيا قبل وفاتها, وأكدت كيتي في كتابها أن أن فرينتا لي والدة أوبرا لا تعرف رقم تليفون ابنتها .
أجرت كيتي لقاء مطولا مع فيرنون وينفري صديق والدة أوبرا والتي تعتقد أوبرا أنه والدها الحقيقي, ولكن في كتابها تؤكد كيتي أن فيرنون ليس هو والد أوبرا وأن مقارنة سجلات خدمته العسكرية بشهادة ميلاد أوبرا تؤكد استحالة أن يكون والدها, وقد كشف فيرنون الكثير من الأسرار عن شخصية أوبرا مؤكد أنه كان سعيد بانتقالها للعيش معه في منزله بعد أن عاشت فترة مع والدتها ولكنه في نفس الوقت يشعر بالغضب الشديد بسبب أكاذيبها وقد صرح لكيتي قائلا " الناس قد يحبون أوبرا..ولكنني أعلم الحقيقة". وقد حاول بالفعل فيرنون سرد القصة الحقيقية لأوبرا في كتاب من تأليفه وهو الأمر الذي أثار غضب أوبرا بشدة ويؤكد فيرنون أنها مارست نفوذها من أجل منع نشر هذا الكتاب. وتؤكد كيتي أن كاترين كير ايستر كشفت لها عن الأسم الحقيقي لوالد أوبرا ولكنها طلبت منها عدم الكشف عن هذا الأسم حتى تقوم أوبرا بنفسها الإعلان عن أسم والدها وأضافت كاترين أن من المتوقع أن تعلن أوبرا في شخصية والدها الحقيقية في حلقة خاصة من برنامجها وبشكل درامي كما تعشق.
قضت أوبرا فترة مراهقتها مع فيرنون الذي تعتقد أنه والدها الحقيقي, وقد شهدت هذه الفترة كما تؤكد كيتي في كتابها نمو شخصية أوبرا العاشقة للنجاح والحريصة على الوصول إلى ما تريد. شهدت مراهقة أوبرا الكثير من الأحداث المختلفة التي تعكس جانب لا يعرفه أحد عن المذيعة المصنفة دائما كأكثر الشخصيات تأثيرا ونفوذ في الولايات المتحدة الأمريكة. من تلك القصص مشاركتها في مسابقة ملكة جمال ناشيفبل للفتيات السمروات, ومع وصول المسابقة إلى مرحلتها النهائية لم يتبقى سوى أربع متسابقات كان من بينهن أوبرا وكان الجميع يتوقع فوز فتاة تدعى مودي موبيلي ولكن مع إعلان النتائج حصلت مودي على المرتبة الرابعة بينما فازت أوبرا بالتاج, بعد انتهاء الحفل وحاول بعض القائمين على المسابقة معرفة ماذا حدث واكتشف أحدهم أن خطأ في ترتيب الأسماء بين مودي وأوبرا أدى إلى فوز أوبرا بدلا من مودي باللقب وبالفعل ذهب أحد المسئولين عن المسابقة لأوبرا من أجل مطالبتها بتصحيح الخطأ وإعادة التاج لصاحبته ولكن أوبرا رفضت وطردته من منزلها وهي تصيح أن التاج ملكا لها. شاركت بعد ذلك أوبرا في مسابقة ملكة جمال تينسي وحصدت اللقب وشاركت بعد ذلك في مسابقة ملكة جمال أمريكا للسمروات ولكنها خسرت اللقب وفي حوار لها مع نيويورك تايمز سخرت من ملكة جمال كاليفورنيا التي حصلت على اللقب. وقصة مسابقة الجمال هي انعكاس لجانب من شخصية أوبرا في مرحلة المراهقة حيث كانت شديدة الغرور وتؤكد للجميع في تحدي أنها ستحقق النجاح وسيندم الجميع على عدم التعاون معها. ومشاركة أوبرا في مسابقة الجمال يعني أنها قامت بتزوير أوراق الاشتراك حيث يشترط ألا تكون المتسابقة قد انجبت من قبل.
أوبرا وينفري المرأة التي غيرت شكل الإعلام التلفزيوني, التي وقع العالم في غرامها, التي صنعت إمبراطورية ضخم وأصبحت أغنى امرأة بالعالم بدخل يصل إلى 240 مليون دولار سنويا, برنامجها هو ثالث البرامج الأمريكية تحقيق للأرباح ولا يسبقه سوى برنامجين للمسابقات, هذه السيدة كما حققت نجاحا مهني غير مسبوق شهدت حياتها الخاصة الكثير من الإضطرابات ما بين علاقات غير شرعية إلى شائعات بالشذوذ. سردت كيتي في كتابها التاريخ العاطفي لأوبرا وينفري. وفي كتابها أكدت كيتي أن أوبرا أقامت علاقة في بداية السبعينات مع جون تيش الملحن والمقدم السابق لبرنامج "انترتايمنت تونيت" ولكن كليهما حرص على ابقاء هذه العلاقة سر. وفي عام 1989 وقعت أوبرا في غرام تيم واتس وهو رجل متزوج ولديه أبناء وأقامت معه علاقة سرية انتهت عندما قرر واتس عدم الاستمرار مع أوبرا. انفصالها عن واتس كان سببا في انهيارها وعدم قدرتها على مغادرة منزلها لعدة أيام ولكن القصة لم تنهي مع الانفصال. بعد الشهرة الكبيرة التي حققتها أوبرا سعت الصحف ووسائل الإعلام لمعرفة تفاصيل الحب الأول في حياة أوبرا وبالفعل ذهبوا إلى واتس وعرضوا عليه أموال ولكنه فضل الذهاب إلى أوبرا وطالبها بثمن صمته. وكما تؤكد جودي لي التي اقامت هي الأخرى علاقة مع واتس فقد دفعت أوبرا 50 ألف دولار لواتس حتى لا يكشف تفاصيل علاقتهما, وحتى لا يكشف عن اسرار علاقاتها الأخرى الشاذة وكذلك حتى لا يكشف حقيقة شذوذ أخيها الذي توفى بمرض الإيدز.ولا يزال سجلها العاطفي يحمل الكثير من الأسرار وكما تقول كيتي فأن شائعات شذوذها بدأت منذ بداية عملها الإعلامي , ولايزال العديد من العاملين في الحقل الإعلامي يتذكروا العلاقة القوية التي جمعت بين أوبرا وينفري ومذيعة الإيه بي سي ديانا سوير عندما كانتا تعملان معا, أوبرا نفسها أكدت في أكثر من حوار عن اعجابها الشديد بديانا, أما كيتي فقد اكدت أن أوبرا اعتادت إرسال الهدايا إلى ديانا وفي إحدى المرات أرسلت لها خاتم ماسي. كما ربطت الشائعات بين أوبرا وصديقتها جيل كينج التي ترأس تحرير مجلة أوه التي تصدرها أوبرا وينفري, وفي الكتاب تشير كيتي أنه لا يوجد دليل على وجود علاقة بين الإمرأتين, فقط صداقة قوية حيث أختارت جيل أوبرا لتكون الأم الروحية لبناتها. وفي هذا الإطار عبر فيرنون وينفري عن كراهيته الشديد لجيل كينج مؤكدا أنها لعبت دور سلبيا في حياة أوبرا واستغلتها على نحو كبير.
ومن جانبها تحاول أوبرا نفي هذه الشائعات وتؤكد دائما أن الحب يجمعها مع رجل الشرطة السابق ستيدمان جراهام, وقد امتدت علاقتهما طوال عشرين عاما ولكن الحب لم يتوج أبدا إلى زواج. في هذا الاطار أكد فيرنون وينفري أنه لا يعتقد امكانية زواج أوبرا من ستيدمان , وصرح قائلا "أوبرا لا يمكن لها أن تتزوج فهي لا تفكر سوى في نفسها ولا يمكن أن تفكر في مشاركة حياتها مع شخص فهي سعيدة بوضعها كما هو". ولا يتوقف الأمر على فيرنون فالشائعات تؤكد أن أوبرا تنام في غرفة منفصلة عن ستيدمان الذي يعيش في ظل أوبرا فالصحافة تطلق عليه أسم السيد أوبرا أو السيد الصغير, و لكن يبدو أنه لا يمانع خاصة أنه يستفيد من علاقته بأقوى امرأة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي توفر له حياة مرفهة. وقد شهدت علاقة أوبرا بستيدمان الكثير من الشائعات وتعامل أوبرا مع إحدى تلك الشائعات يعكس جانب من شخصية أوبرا المتسلطة كما تؤكد كيتي. فقد شهدت بداية هذه العلاقة في بداية التسعينات شائعة نشرتها الصحفية آنا جيربير في جريدة شيكاجو صان تايمز ذكرت فيها أن زوج مذيعة شهيرة عثر عليه في السرير بصحبة الكوافيرة الخاصة بالمذيعة. تضمنت الشائعة الكثير من التلميحات التي تشير إلى أوبرا التي اضطرت في النهاية إلى نفيها في برنامجها ولكن الحكاية لم تقف عند هذا الحد فقد تم فصل الصحفية آنا جيربير التي صرحت أنها تشعر بأن جريدتها طردتها بسبب الخوف من أوبرا.
على صفحات كتابها تؤكد كيتي أن المذيعة البالغة من العمر 54 عاما كانت حريصة منذ سنوات مراهقتها على تحقيق النجاح والثراء وكانت تؤكد لكل من يقابلها أن ستحقق ما تريد ومع نجاح برنامج "أوبرا شو" كانت تقول لمن حولها " أنا اداة الله , أنا رسوله, وبرنامجي وسيلة لتحقيق ما أريد". أوبرا حريصة على تحقيق النجاح والشهرة ولهذا لم تكتفي بالبرنامج وحرصت على أن تمتد أعمالها لتشمل العديد من المجالات ولهذا أسست موقع أوبرا وينفري على الانترنت لمطاردة المتهمين بالاستغلال الجنسي للأطفال ونجحت في المساهمة في القبض على خمس متهمين بعد أن وضعت مكافأة قدرها 100 ألف دولار. كما حرصت أوبرا على تأسيس نادي كتاب أوبرا والتي ساهمت من خلاله في عالم الأدب وكانت الكتب التي تختارها للحديث عنها تحقق مبيعات فائقة وذلك على الرغم من الانتقادات التي وجهها النقاد الأدبيون لاختياراتها. أما عالم السينما فقد كان العالم السحري لأوبرا وهي لا تمانع في دفع الملايين من أجل ارتباط أسمها بالفن السابع. أما عالم السياسة فهو يشكل منطقة نفوذ أوبرا و يعلم العالم الدور الكبير الذي لعبته أوبرا من أجل وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما للبيت الأبيض ليكون أول رئيس اسمر للولايات المتحدة. أن ما يحرك أوبرا هو رغبتها الجامحة في النجاح ومتعتها بالنفوذ والسلطة واحساسها انها متميزة عن غيرها من الناس, نظرة سريعة على طريقة تعامل أوبرا مع المحيطين بها تؤكد حبها الشديد لنفسها فهي عندما تتحدث عنها نفسها تشير لنفسها بأسمها و تقول أوبرا تريد الشاي أو أوبرا لا يمكن لها أن تقبل مثل هذا الأمر.
في نهاية كتابها تؤكد كيتي أن أوبرا نجحت في الاستحواذ على مرحلة زمنية وصلت خلالها إلى قمم غير متوقعة وخلال هذه الرحلة أصبحت رمز خاصة بالنسبة للنساء وتتوقع الكاتبة لأوبرا أن تحافظ على مكانتها لأنها تعشق مقولة الشاعر روبرت بروانينج " أن انجازات الانسان يجب أن تفوق مقدرته وإلا فالماذا هناك جنة؟".
مي سمير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق