الثلاثاء، 19 يوليو 2011

كتابان في حب الدين الإسلامي  بتوقيع صحفيتين أمريكيتين


مسجد الفراشة يرصد رحلة صحفية أمريكية في شوارع القاهرة تنتهي باعتناقها الإسلام
الإيمان هو الذي منحها القدرة على مواجهة حالة الفوضى والغضب التي تجتاح شوارع القاهرة

المرأة التي سقطت من السماء كتاب لصحفية أمريكية أخرى ترصد فيه المسافة التي تفصل  بين  عادات المجتمع الإسلامي وتعاليم الدين الإسلامي
                             


حجاب المرأة قضية شائكة أثارت جدل كبيرا في الغرب, خاصة أن الكثير من المنادين بمنع الحجاب يعتبروه رمز للقهر أو صورة من صور رفض الحياة الغربية كما أكدت من قبل الكاتبة الأثيوبية المرتدة عن الإسلام آيان هيرسي. كلمات آيان وغيرها من هؤلاء الذين رسموا صورة عن حجاب المرأة المسلمة وما تتعرض له من قهر في الدين الإسلامي كانت بمثابة ركيزة لصورة المرأة المسلمة في أذهان الغرب ولكن في مقابل هذه الكلمات صدر في الفترة الأخيرة كتابين قدما صورة مختلفة وتفاصيل للمرأة في اللإسلام تبتعد عن معاني ومصطلحات مثل القهر والدونية.
عرضت مجلة النيوزويك في عددها الأخير هذين الكتابين تحت عنوان "الكشف عن الحقيقة". الكتاب الأول "مسجد الفراشة: رحلة شابة امريكية للحب والإسلام" هو للصحفية ورسامة الكاريكيتر الأمريكية جي  ويسلون التي درست الأدب واللغة العربية  و انتقلت من بوسطن إلى القاهرة  بعد رغبتها في اكتشاف العالم الإسلامي عن قرب, ولكن رحلتها قادتها إلى حياة لم تتوقعها واكتشافات غيرت الكثير من مفاهيمها.
في بداية كتابها تؤكد ويسلون أن الشرق الأوسط  يعامل الرجل بطريقة مختلفة تماما عن المرأة, وهي تؤكد أن تقريبا كل رجل قابلته مع أصدقائها كان يحمل في عينه نظرة "غضب جنسي مكبوت", لكن الصحفية الأمريكية أدركت سريعا أن تلك النظرة ليس لها علاقة بالدين الإسلامي وذلك عندما التقت بزوجها المستقبلي عمر الذي تعلمت منه أن الدين الإسلامي يحترم المرأة ويقدرها وأن الرجل المسلم لا يتوقع من زوجته أن تخدم في المنزل وتغطي نفسها ولا تخرج في الأماكن العامة, فالرسول كان يحترم زوجاته ولايضربهن, وعمر زوجها المستقبلي المسلم الصوفي كان يقتدي بالرسول ويعامل المرأة كما ينص الدين الإسلامي الحق.
في بوسطن  لم تعتقد ويلسون أن حياتها سوف تأخذ هذا المجرى المختلف, ولكن ذهابها للقاهرة ووقوعها في غرام عمر وزواجها منه غير لها شكل حياتها تماما, لقد حدثت كل هذه التغيرات بسرعة كبيرة واعتقنت الصحفية الأمريكية الإسلام على الرغم من أنها لم تكن تختلف كثيرا عن غيرها من الأمريكان الذين طبعت في أذهانهم تلك الصورة التقليدية للمسلم الإرهابي بعد أحداث 11 سبتمبر.
توصف ويسلون كيف ساعدها عمر على الانتقال من حالة الخوف المرضى من الإسلام وتخيل صورة غير حقيقة عن المسلمين إلى اكتشاف المعنى الحقيقي للدين الإسلامي وما يتضمنه من قيم تسامح وسلام, وفي رحلتها لاكتشاف الدين الإسلامي وجدت نفسها تزداد قرب من الله ويملأ الإيمان عقلها ويأسر روحها . وتؤكد يلسون أن أغلب البشر يقضوا حياتهم بحثا  عن الإيمان وإذا عثروا عليه يكافحوا من أجل التمسك به, ومع الدين الإسلامي لا يوجد صعوبة في امتلاك هذا الإيمان.
في زيارتها للقاهرة ومع ارتباطها بزوجها عمر أدركت ويلسون أن القرآن الكريم يمنح المرأة المسلمة مكانة خاصة ويعاملها باحترام وتقدير على نحو يتناقض تماما مع الصورة التي رسمها الغرب. وتؤكد ويسلون في صفحات كتابها أن الدين الإسلامي يمنح للمرأة حريتها الكاملة ولايمنعها من الظهور في الأماكن العامة, ويمنحها زمة مالية مستقلة ولا يوجد ما ينص في الدين الإسلامي على أن المرأة أقل من الرجل وأن يجب عليها تغطية وجهها.  لقد اكتشفت ويسلون الوجه الحقيقي للدين الإسلامي مع اكتشافها للحب في قلب القاهرة المدينة الصاخبة الممتلئة بكل التناقضات. لقد وقعت في حب عمر الشاب المسلم المعتدل وتعلمت منه الحب وتعرفت من خلاله على صورة المرأة المسلمة التي تقف إلى جوار زوجها وليس خلفه.
تعترف ويسلون كيف قررت ارتداء الحجاب في محاولة منها للتقرب من زوجها ومنحه هدية لم تمنحها لأحد من قبل وكيف انعكس حجابها على علاقاتها بمن حولها, وهي تؤكد أنها تعاملت مع الحجاب على اعتباره شكل من اشكال تقدير المرأة, فأكثر الأشياء قيمة هي الأشياء التي يتم تغطيتها, ولهذا فأن اختيار المرأة للحجاب هو انعكاس لتقدير المجتمع لها وحمايته لها.  
وقد حملت حياتها في القاهرة وجهين مختلفين, الأول هو  زواجها من عمر واعتناقها الإسلام واندماجها سريعا مع عائلة زوجها التي ساعدتها لبناء حياتها الجديدة مع زوجها, لقد ساهمت عائلة زوجها الودودة على تأقلمها سريعا على الحياة في بلد مختلف ومنحتها هذه العائلة التي تضم عدد ضخم من العمات والخالات معنى مختلف للدفء العائلي. ولكن هذا الوجه الجميل كان يقابله وجه مختلف للظروف التي تعيشها مصر في تلك المرحلة وحالة التوتر والقلق التي تسيطر على الشارع المصري الذي تحول لصفيح ساخن من الأحداث الاضطرابات التي لا تنتهي. كما  لم تستطع ويسلون التي تعرفت على الدين الإسلامي من خلال زوجها عمر الصوفي المحب للسلام والهدوء والذي يرى أن الدين الإسلامي هو دين تسامح أن تستوعب حالة التعصب الديني والتشدد الذي من السهل إدراكه ملامحه في شوارع القاهرة ومساجدها.  ولكن هذا التناقض لم يمنعها من الوقوع في غرام القاهرة التي اكتسبت جاذبية خاصة  في عيونها على الرغم مما تحمله من مشاكل ومتاعب لأي شخص يقرر الاقامة فيها, وفي كتابها ترصد كيف تأقلمت على حياة القاهرة ونجحت في منزلها كزوجة ونجحت في رحلتها بمصر ككاتبة حيث استمرت في كتابة موضوعات عن الحياة القاهرية كما عملت كصحفية في مجلة ويكلي كايرو قبل أن تغلق أبوابها في 2005, وهي تؤكد أن إيمانها وعقيدتها الإسلامية هي التي منحتها السكينة التي تحتاج إليها للنجاح.
تعترف ويسلون أنها لاتزال عاشقة للولايات المتحدة الأمريكية وأسلوب حياتها هناك وأنها تحمل ذكريات طفولتها وشبابها بكل حب وتقدير, ولكن تؤكد أن الدين الإسلامي هو الذي فتح لها باب لعلاقة مختلفة مع الله.
 اليوم تعيش ويسلون وزوجها عمر بين القاهرة وسياتل في الولايات المتحدة الأمريكية وهي متخصصة في كتابة مقالات عن الشرق الأوسط والدين الإسلامي في العديد من المجلات مثل اتلانتيك مانسلي ونيويورك تايمز كما أنها تقدم الكتب المصور وتستوحي قصصها من ثقافة القاهرة وأجواء الدين الإسلامي, ويعتبر كتابها "مسجد الفراشة" هو أول رواية لها.
تصف مجلة النيوزويك كتاب  جي ويلسون "مسجد الفراشة: رحلة شابة امريكية للحب والإسلام" بأنه تجسيد لقصة امرأة عثرت على انتماء جديد في الدين الإسلامي والثقافة المصرية, بينما يأتي كتاب الصحفية الأمريكية "جينفير ستيل" والذي يحمل عنوان " المرأة التي سقطت من السماء"  يحمل صورة أخرى للمرأة المسلمة المتأرجحة بين الاعتبارات العائلية من ناحية والرغبة في الحرية الشخصية من ناحية أخرى, وأن كان الكتابين يجمعهما النظرة المحبة للدين الإسلامي. ذهبت جينفير  إلى اليمن في عام 2006 لكي تعطي دورات تدريبية في اللغة الإنجليزية بجريدة " أوبزرفر" وانتهى بها الأمر إلى إدارة الجريدة لمدة عام استطاعت من خلاله التعرف على مشاكل المرأة اليمينة من خلال زهرة الصحفية المتألقة في جريدتها والتي تختلف بالتاكيد عن الصورة النمطية للمرأة المسلمة التي اعتادت وسائل الإعلام الغربية تقديمها. زهرة كانت تؤكد دائما أنها لن تتزوج لأنها لن تسطيع تحقيق قبول فكرة الحلول الوسطى فيما يتعلق بمستقبلها, وتضيف زهرة أنها ترتدي الحجاب لأنها تحترم نفسها وهي تقول "عند اخفاء الجمال فأن الأشياء الأكثر أهمية هي التي تطفو على السطح".  وعلى العكس من جي ويلسون التي رصدت في كتابها ما تمتع به المرأة من في حقوق  في الدين الإسلامي  رصدت جينفير في كتابها المعاناة التي تتعرض لها المرأة المسلمة بسبب العادات والتقاليد االتي تحكم العديد من الدول الإسلامية وأن كانت حريصة على الفصل بين تقاليد المجتمع الإسلامي وتعاليم الدين الإسلامي. تؤكد جينفير في كتابها أن التقت بنساء مسلمات ارتدين الحجاب الذي لم يمنعهن من العمل والدراسة والبحث عن حياة أفضل, نساء يرفضن الخضوع  لمجتمع يقهرن ولكنهن في نفس الوقت حريصات على التمسك بتعاليم الدين الإسلامي. تعترف جينفير أنها فوجئت بهذه العقلية المتفتحة للمرأة المسلمة التي يغطي الحجاب رأسها ولكنه لايؤثر على عقلها وتفكيرها, و في نهاية كتابها ترصد جينفير كيف تأثرت بصديقاتها من النساء اليمينات وكيف أثرت فيهن, فهي تؤكد أنها غيرت موقفها الرافض للحجاب والذي كرهته منذ لحظة وصولها لليمن وكرهت معه عدم احساسها بجمالها وأنوثتها ولكنها بعد ذلك استوعبت فكرة الحجاب واحترمت فكرة أن المرأة لا يجب أن تظهر أجزاء معينة من جسدها سوى لحبيبها, وعلى الناحية الأخرى  نجحت زهرة في السفر للولايات المتحدة الأمريكية وهناك خلعت العباءة التي كانت ترتديها في اليمن واكتشفت نفسها من جديد وأرسلت إيميل لجينفير تقول لها فيه " لم أكن أشعر أنني جذابة بهذا القدر , لقد أعتقدت أنني غير جميلة ولكن عروض الزواج التي انهالت حولي جعلتني أغير رأي".

مي سمير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق