الأحد، 23 فبراير 2014

المجانين في الشغل معاك

عشرة وظائف تجتذب المرضى النفسيين 
ورجال الأعمال على رأس القائمة

كتبت مي سمير
تثير كلمة سيكوباتي في الأذهان صورة نمطية تتأرجح
 بين شخص مجنون يتلقى الصدمات الكهربائية في
 مستشفى للأمراض العقلية أو مجرم يقضي حياته 
خلف أسوار السجن، ولكن بحسب كتاب أمريكي جديد
 فأننا محاطون بهؤلاء المرضى النفسيين في كل مكان.
 في كتابه (حكمة المرضى النفسيين) يؤكد الباحث
 الأمريكي كيفين ديتون أن الكثير من المرضى النفسيين
 أو الشخصيات السيكوباتية تحقق نجاح في الحياة العملية،
 بل يضع قائمة أيضا بأهم الوظائف التي تجتذب مثل
 هذه الشخصيات السيكوباتية، ويؤكد أن بعض تلك
 السمات السيكوباتية قد تكون عامل من عوامل النجاح,
 فالحكمة قد تكون الوجه الآخر من الجنون. 

في مقدمة كتابه يؤكد أستاذ الأمراض النفسية في
 أكسفورد أننا عندما نتحدث عن الشخصيات السيكوباتية
 فنحن لا نتحدث فقط عن مجرمين أو مختلين عقليين
 ولكننا في حقيقة الأمر نتحدث عن شخصيات تتمتع
 بمجموعة أساسية من الخصائص المختلفة مثل القسوة،
 عدم الخوف، الصلابة العقلية، السحر، القدرة على
 الاقناع، وأخيرا افتقار الضمير أو التعاطف. ويضيف
 ديتون أن بعض الصفات قد تجعل صاحبها شخصية
 ناجحة في الكثير من المجالات، ونفس هذه الصفات
 إذا امتزجت بصفات أخرى مثل العنف الشديد قد تجعل
 من صاحبها مجرم وإذا امتزجت بصفات أخرى مثل الذكاء
 قد تجعل من صاحبها رجل أعمال ناجح.

وبحسب العالم النفسي رونالد شوتين والذي يعمل كأستاذ
 مساعد في كلية الطب بجامعة هارفاد فأن البحث العلمي
 أثبت أن 1% من الناس  شخصيات سيكوباتية تماما، 
وأن من 10إلى 15 % شخصيات سيكوباتية تقريبا وهؤلاء
 هم المتواجدين حولنا ومنتشرين في كل مكان وقد يكونوا
 من أكثر الشخصيات نجاحا في المجتمع.  والذي يميز
 بين الشخصية السيكوباتية تماما والشخصية السيكوباتية 
تقريبا هي افتقار الضمير والقدرة على التعاطف.  الشخص
 السيكوباتي تماما هو الذي نشأ في ظروف اجتماعية 
لم تعلمه معنى أن يتعاطف مع الآخرين أو أهمية أن
 يمتلك ضمير يدفعه للتفكير قبل أن يقدم على جريمة ما. 
أم الشخصية السيكوباتية  تقريبا فهي التي تستغل كل سماتها
 الشخصية من سحر وجاذبية وقدرة على الاقناع في التلاعب
 بالآخرين لصالحها، هي شخصيات لن ترتكب جريمة
 صريحة مثل القتل أو السرقة ولكنها ستفعل أي شيئ 
لتحقيق النجاح  وفي نفس الوقت تحافظ على صورتها بريئة. 
لكن هل كل شخص ناجح هو سيكوباتي ؟ يقدم الكتاب إجابة
 على هذا السؤال برصد الأشياء التي يحبها السيكوباتي 
بجنون وتميزه بالتأكيد عن غيره إلى جانب الصفة 
الأساسية وهي افتقار الضمير والقدرة على التعاطف،
 فالسيكوباتي يعشق إلى درجة الهوس السيطرة والسلطة، 
وهو يحب الحصول على ما يريد على الفور ودون تأخير.

وظائف سيكوباتية 
يتعرض الكتاب أيضا لأكثر الوظائف التي تجتذب
 الشخصيات السيكوباتية. ويؤكد كيفين ديتون أن هناك
 الكثير من العوامل التي تجعل الشخصيات السيكوباتية
 شخصيات ناجحة في الحياة. مثل تلك الشخصيات تتسم
 عادة بالحزم والابتعاد عن المماطلة، كما تتمتع هذه
 الشخصيات بالقدرة على النظر للأمور بشكل إيجابي
 وتحويل كل موقف لمصلحتها فهي لا تأخذ الأمور
 بشكل شخصي وإذا اخطأت لا تلوم نفسها بل تسعى
 لتخطي المشكلة في أسرع وقت، كما تتميز الشخصيات
 السيكوباتية بالبرود الكامل تحت الضغط، كل هذه
 الصفات تعد صفات إيجابية للغاية ليس فقط في 
مجال العمل ولكن أيضا في حياتنا اليومية. تلك الصفات 
تجعل من الشخصية السيكوباتية أقرب لإنسان آلي مجرد
 روبوت ينفذ العمل على أكمل وجه دون أي مشاعر
 أو عاطفة. ويؤكد الكتاب (حكمة المرضى النفسيين) 
أن الكثير من سمات الشخصية السيكوباتية قد تكون مفتاح
 للنجاح في الحياة العملية بل قد تكون مفتاح للوصول
 إلى أعلى المراتب، ويضيف أن الشخصية السيكوباتية 
تتميز عن المريض النفسي أو المجرم المختل بأنها 
لا تميل لاستخدام العنف وأنها غير معادية للمجتمع. 
ولكن نجاح السيكوباتي في حياته العملية يصاحبه 
عادة إحفاقات في حياته الشخصية، فالمشاعر والعواطف
 بالنسبة له هي وسيلة للوصول لهدف أو أداة من أدوات
 نجاحه، لا يستخدمها إلا عند الحاجة. 

يستعرض كيفين ديتون في كتاب نتائج مسح علمي أجراه
 عام 2011  طلب فيه من المشاركين في المسح 
الإجابة على استمارة أسئلة عبر الانترنت في محاولة
 لمعرفة أهم الوظائف التي تجتذب الشخصيات السيكوباتية.
 وأتت نتيجة المسح بقائمة لأهم عشرة وظائف تضم بين
 العاملين فيها شخصيات سيكوباتية. 
 احتل رؤساء مجالس الإدارة المرتبة الأولى في الوظائف
 يتسم أصحابها ببعض الخصائص السيكوباتية،  ويشير ديتون
 أنه أجرى دراسة في عام 2005 تحت عنوان
 ( مقارنة بين رؤساء مجلس الإدارة، المختلين النفسيين،
 والمجرمين المضطربين في اختبار التنميط النفسي) وخرجت
 الدراسة بنتيجة أن السمات السيكوباتية أكثر شيوعا لدى
 رؤساء مجالس الإدارة وأصحاب الأعمال عنها لدى
 المجرمين المضطربين. وأهم تلك السمات الأنانية،
 القدرة على الاقناع،الشخصية الساحرة، افتقار التعاطف،
 التركيز الشديد.  وتضم قائمة الوظائف التي تجتذب 
الشخصيات السيكوباتية على التوالي:
 المحاماة
الإعلام المرئي والمسموع
 المبيعات
الجراحة
الصحافة
الشرطة
رجال الدين
الطهاة
الوظائف الحكومية.

إذا نظرنا إلى هذه الوظائف قد نرى لماذا تجتذب المرضى
 النفسيين. بعض المحامين قد يلجأون للتلاعب باللآخرين 
من أجل الوصول إلى هدفهم، البعض قد يتلاعب بالأدلة
 ليبرأ موكله دون تأنيب ضمير. الإعلام بكل ما يتضمنه 
من شهرة وبريق قد يحتاج  للنجاح فيه شخصية ساحرة
 تتمتع بالقدرة على اقناع الآخرين بما تريده. المبيعات
 قد تحتاج شخص يتمتع بالقدرة على الاقناع ويفتقر 
التعاطف مع الزبون الذي يبيع له منتج وهمي لا قيمة له.
 وقد يتميز بعض الجراحين بالقدرة على العمل تحت
 الضغط والاحساس الكبير بالذات، وقد يتسم  بعض 
رجال الشرطة بالقسوة تماما كما يتسم بعض رجال
 الدين بالشخصية الساحرة والقادرة على التأثير على
 الآخرين. ويتسم عادة الطهاة بحب الذات. باختصار  بعض
 أصحاب هذه الوظائف قد يتسمون بسمة أو أكثر من السمات
 التي تميز الشخصية السيكوباتية أن لم يكن كل سمات الشخصية
 السيكوباتية في بعض الأحيان.  

كما يضع الكتاب قائمة بالوظائف التي لا تجتذب عادة
 الشخصيات السيكوباتية ومنها، موظفي الرعاية الصحية،
 الممرضين، أخصائيين التجميل، الحرفيين، المتطوعين ف
ي العمل الخيري، المبدعين، الأطباء، والمحاسبين. 
في نهاية كتابه بشير كيفين ديتون أن كل انسان بداخله
 جزء سيكوباتي، الانسان بشر وليس ملاك، الفرق أن هناك
 من يملك القدرة على التغلب على طبيعته التي تحمل جزء من الشر
 والبعض الآخر يترك لهذا الجزء الغير سوي أن يسيطر عليه خاصة
 في العالم  يدفع البشر لمزيد من السيكوباتية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق