فنادق مصر القديمة...رحلة لمصر الجميلة
كتبت مروة سمير
فنجان شاي على ضفاف نهر النيل مع شروق الشمس، جولة بالحصان وسط
رمال الصحراء لاكتشاف أسرار الأهرامات، عشاء فاخر على أنغام التانجو
في قلب القاهرة، لمحة من الغرب وسط سحر وغموض الشرق، هكذا هي فنادق
مصر القديمة التي شهدت على جزء من تاريخ مصر ورصدت أولى خطوات
السائحين المتشوقين لمقابلة حضارة تمتد جذورها لسبعة آلاف عام. عن
قصص هذه الفنادق قدم الكاتب والمؤرخ البريطاني اندرو هامفري كتابه
"فنادق مصر الكبرى: العصر الذهبي للسياحة" الصادر عن دار النشر بالجامعة
الأمريكية.
يضم الكتاب مجموعة من الصور النادرة لهذه الفنادق التي تأخذك
في رحلة عبر الزمن لتكتشف عصر كانت ملامح مصر فيه مختلفة،
وكما يؤكد هامفري في مقدمة كتابه فأن النصف الثاني من القرن التاسع
عشر شهد بداية شغف العالم بمصر، وكان من يزور مصر ليس
مجرد سائح يبحث عن أجازة شتوية ولكن كان زوار أرض الفراعنة
ما بين كاتب يبحث عن قصة جديدة مستوحاة من جمال النيل
وغموض الصحراء، أو فنان يطارد إلهامه بين معالم القاهرة
والأسكندرية، أو باحث يجمع المعلومات ويفتش بين البرديات
عن أسرار الطب والسحر في نفس الوقت. كما كانت مصر
مركز للعمل السياسي والدبلوماسي وكذلك مركز تجاريا،
كل هذا أكسب فنادق مصر في تلك المرحلة ملامح مختلفة
عن غيرها من فنادق العالم.
في بداية كتابه يلقي هامفري الضوء على بداية القصة،
ويعود بالتاريخ إلى بداية القرن التاسع عشر بعد رحيل الحملة
الفرنسية عن مصر، وهي الحملة التي فشلت عسكريا ولكنها
نجحت على المستوى العلمي، حيث عادت البعثة العلمية التي
صاحبت نابليون إلى فرنسا وكانت تضم 160 عالم لتكتب
كل ما عرفته عن مصر في الكتاب الشهير "وصف مصر"
والذي صدرت أجزائه المتعددة في الفترة من 1809
إلى 1812، وساهم "وصف مصر" في إصابة الغرب بحالة
من الشغف بكل ما هو مصري، وإزداد الشغف بإعلان العالم
الفرنسي شامبليون قيامه بفك رموز حجر رشيد. وفي نفس الوقت
كان هناك ضابط بريطاني وقع في غرام مصر وهو توماس
وبجهرن والذي كان يرى في مصر طريق مختصر يربط
بين الهند وبريطانيا، وبالفعل في عام 1835 بدأ الضابط
البريطاني في نقل البريد عبر مصر حيث يمر بالأسكندرية
ثم القاهرة لينتقل شرقا متجها إلى الهند، وخلال 19 يوم فقط
كان يصل الجواب إلى الهند ويعود الرد إلى بريطانيا.
لم يكتفي الضابط البريطاني بنقل البريد وفي نفس العام استقبل
ما يقرب من 225 سائح بريطاني اصطحابهم في نفس الطريق.
في تلك الفترة كان كل من يزور مصر يعود ويؤلف كتاب
عن مصر والقائمة طويلة تضم كتاب إدوارد لاين "أخلاق
وأزياء المصريين"، كتاب ديفيد روبرتس " مصر والنوبة"،
كتاب دوف جوردن "رسائل من القاهرة". لكن ظلت هذه
الكتاب تحمل طابع علمي لرصد طبيعة الحياة المصرية،
أما الكتاب الذي صنع فارق من وجهة نظر هامفري فقد
كاتب " ألف ميل أعلى النيل" للكاتبة والصحفية البريطانية إميليا
إدوارز التي زارت مصر في شتاء 1873 وتختلف كتابات
إميليا عن غيرها بقدرتها على وصف الحياة في مصر كمغامرة
مثيرة لا تتوقف. وإلى جانب تلك الشخصيات التي بدأت
الخطوة الأولى في عالم السياحة المصرية يرصد هامفري
في كتابة رحلة توماس كوك وابنه جون في مصر وكيف
نجحوا في تأسيس أول شركة سياحة في مصر وعملوا على
تنظيم الرحلات السياحية.
في الجزء التالي من كتابه يستعرض هامفري تاريخ العديد
من الفنادق المصرية القديمة، ويرصد قصة بنائها وأهم
الأحداث التي شهدتها وأشهر الشخصيات التي نزلت بها.
أعتمد هامفري على الجريدة الرسمية المصرية في الحصول
على بعض المعلومات كما لجأ أيضا إلى المكتبة البريطانية.
ويؤكد الكاتب أن حصل على بعض المعلومات التي من شأنها
أن تغير تاريخ بعض هذه الفنادق، فعلى سبيل المثل فندق
"وينتر بلاس" معروف أنه تم بنائه عام 1886 وهو يضم مطعم
يحمل نفس التاريخ، ولكن هامفري يؤكد أن عثر على موضوع
صحفي بالجريدة المصرية يتناول حفل افتتاح الفندق في يناير 1907.
بين الأسكندرية، والقاهرة، ومدنتي الأقصر وأسوان
يستعرض هامفري تاريخ الفنادق القديمة. الأسكندرية
كانت دائما المحطة الأولى للسائح المصري ووكذلك
كانت فنادق الأسكندرية هي صاحب السبق على صفحات
كتاب هامفري. البداية مع واحد من أشهر فنادق الأسكندرية
ومصر، فندق سان ستيفانو والذي بني عام 1887 على
الكثبان الرملية شرق مدينة الأسكندرية ، ليقف شامخ
على الجانب الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط في مواجهة
المنتجعات والفنادق الأوربية على ساحل الريفيرا.
قام ببناء الفندق المهندس العماري بوجوس نوبار
أبن نوبار باشا الذي شغل منصب رئيس وزراء مصر
لعدة مرات. أتى سان ستيفانو على الطراز الفرنسي،
وقام الخديوي توفيق بافتتاحه في حفل فخم . أثناء الحرب
العالمية الثانية أغلق الفندق أبوابه وتم ضمه لمدرسة فكتوريا
كولدج قبل تحويله إلى مستشفى للجيش البريطاني، فتحت
أبواب الفندق من جديد بعد انتهاء الحرب ولكن الفندق
واجه صعوبة في استعادة بريقه القديم.
وإلى جوار سان ستيفانو كان فندق سيسل واحد من أهم
فنادق الأسكندرية، ويصفه هامفري بأكثر الفنادق ارتباط
بالأدب، وتضم قائمة نزلائه مشاهير الأدب مثل
سومرست موم ، وفاو إيفلين، أما لروانس درايل فلم
يكتفي بالنزول في سيسل ولكنه حرص على أن يضم
الفندق في أحداث روايته "رباعية الأسكندرية" وكان
سيسل هو مكان أول لقاء جمع بين جاستين بطلة الرواية
وحبيبها. وقد بنى الفندق ألبرت متزجر رجل الأعمال
الألماني والذي أطلق على الفندق أسم أبنه الأول سيسل.
ومن الأسكندرية إلى القاهرة، وبالتحديد إلى واحد من
أعرق الفنادق المصرية، فندق شبرد، ويؤكد هامفرى
أن هذا الفندق المصري كان رمز للفخامة والرقي في
زمان بنائه، وشبرد القديم ليس له علاقة بفندق شبرد
الذي يطل على كورنيش النيل اليوم، فالفندق القديم
تم بنائه في شارع الجمهورية وكان يطل على حدائق
الأزبكية، ولكنه تعرض للحريق عام 1952.
ويكتب هامفري أن شبرد القديم كان يعد واحد من
أعرق الفنادق في العالم ولا يقل في قيمته عن سافوي
لندن أو ريتز باريس. ويشير الكاتب البريطاني أن فندق
شبرد كان فندق يجذب الفنانين والكتاب،كما كان يجذب
الأثرياء ويجذب صيادي الثروات، ولهذا فأن جدرانه شهدت
الكثير من الأحداث الدرامية، ولعل تلك الأحداث تكون السبب
الذي أدى إلى اختفاء الفندق تماما دون أي آثار له
بعد تعرضه للحريق. ويصفه هامفري بفندق مناسب
لمن يبحث عن المتعة والمرح. ومن الشخصيات التي
ارتبطت بفندق شبرد وألقى الكتاب الضوء عليها،
شخصية جوي سسيالوم الذي كان مسئول البار منذ
عام 1937، وكان حريص على ارتداء الجاكيت
البيضاء والبابيون السوداء، يتحدث ثماني لغات،
ويتعامل مع زبائنه وكأنه رجل أعمال، أومستشار عاطفى،
أو قس يعترف له الزبائن بخطاياهم. وكان معروف بأسم
"القديس جوي" وأثناء عمله ارتبط بار شبرد بمشروبات من
ابتكار سان جوي ومنها مشروب أطلق عليه أسم "معاناة النذل".
أثناء تعرض الفندق للحريق في عام 1952 كان جوي يعمل
في البار ولكنه نجح في الخروج سالما وبعد أربعة سنوات
غادر مصر واستمر في العمل إلى أن توفى في فلوريدا
بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2004. وتعود مليكة شبرد
إلى رجل الأعمال البريطاني صموئيل شبرد الذي افتتح
الفندق في عام 1841 وعرف في ذلك الوقت بأسم
"الفندق الإنجليزي الجديد".
ومن شبرد إلى فندق "مينا هوس" الذي ارتبط بافتتاح
قناة السويس، في البداية كان الفندق استراحة ملكية،
ثم انتقلت ملكيته إلى زوجين من أثرياء الإنجليز
قبل أن يتحول إلى فندق عائلي عام 1886، وهو
الفندق الوحيد الذي يقع بالقرب من أحد عجائب الدنيا
السبعة، بمجرد العبور من بوابته الرئيسية يجد الزائر
نفسه في مواجهة أهرامات الجيزة ولعل هذا يفسر
لنا سبب ولع المغامرين والرحالة في في القرن التاسع عشر
بفندق مينا هاوس.وقد وصفت الكاتبة البريطانية إيفلين فاو
الفندق قائلة "ضخم للغاية وفخم جدا".
كما يلقي الكتاب الضوء على فندق "كونتنتيال سافوي
الذي بني في ميدان الأوبرا وأفتتح عام 1869 لأستقبال
بعض من ضيوف حفل افتتاح قناة السويس، وقد أقام
لورانس العرب عميل المخابرات البريطاني الشهير
في الفندق عام 1914. أما الجزيرة بلاس فهو قصر حقيقي،
اكتمل بنائه على عجل قبل وصول الإمبراطورة أوجيني التي
كانت تزور مصر كضيف شرف في حفل افتتاح قناة السويس.
وصفه المهندس فرانتز جوليوس بأنه البناء الأكثر جمالا في
الهندسة العربية الحديثة. ويتسكمل الكتاب رحلته بين
فنادق القاهرة راصدا قصة بناء فندق سميراميس الذي كان
نموذج للبناء الحديث وفندق وندسور الذي بني في قلب
العاصمة المصرية بالثلاثينات من القرن الماضي.
ومن القاهرة إلى الأقصر وأسوان وفندقي وينتر بلاس
وكتراكيت. ويصف هامفري وينتر بلاس بأنه إلى يناير
1923 كان أشهر فندق في العالم بلا منازع، وقد يرجع ذلك
إلى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون والتي أذهلت العالم وأشعلت
خيال الجميع ليتحول ونتر بلاس إلى مركز لكل من يحلم
بمغامرة في قلب التاريخ المصري القديم.
أما فندق كتراكت فهو لايزال واحد من أجمل وأرقي الفنادق
في مصر. وقد قامت شركة توماس كوك البريطانية بتمويل
عملية بناء الفندق، ويشير الكاتب أن أغلب المصادر تشير
أن الفندق أفتتح في عهد الخديوى عباس حلمى الثانى
عام 1899 وكان من أهم من أقام فى هذا الفندق التاريخى
السير وينستون تشرشيل رئيس وزراء انجلترا الراحل
وأغاخان الثالث وقيصر روسيا نيكولاس الثانى والملك فاروق
والكاتبة الشهيرة أجاثا كريستى والتى كتبت قصتها الشهيرة
"جريمة على ضفاف النيل" من شرفتها فى الفندق،
والرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران الذي كان حريص
على اصطحاب ابنته الغير شرعية والتي لم يكشف عنها
إلا بعد وفاته إلى كتراكت, ومن المعروف أن ميتران كان
عاشق لكتراكت بل كان يحلم بأن يدفن في أسوان
ولكن بروتوكول الرئاسة الفرنسية ينص على ضرورة
دفن كل رؤساء فرنسا السابقين في فرنسا. ويشتهر الفندق
بالتراس المطل على النيل والتلال الرملية وهي البقعة التي جلس
بها كل هؤلاء المشاهير.
كتاب "فنادق مصر الكبرى: العصر الذهبي للسياحة"
هو رحلة ليست فقط بين جدران الفنادق القديم ولا يقدم فقط
لمحة من صور قديمة لحياة سابقة، ولكنه كتاب ينبض بالحياة
ويحكي الكثير من القصص والأسرار التي شهدت عليها
فنادق مصر التي لم تكن تقل جمالا عن غيرها من فنادق العالم
بل تفوقها في الكثير من الأحيان.
تمتع بافضل حجوزات الغرف في القاهره مع فندق انتركونتيننتال سميراميس
ردحذفاحجز معنا فى فيرمونت هليوبوليس بسعر مغري مع شركة جراند ماجيك
ردحذفتابع الان كل المميزات الرائعة من فندق شيراتون الجزيرة وافضل الاسعار عند الحجز
ردحذفخدمات مميزة فى حجز الفناق احجز الان فى فندق فيرمونت هليوبوليس بسعر مغري مع شركة جراند ماجيك
ردحذفاحجز معنا الان فى فندق ميريديان هليوبوليس بسعر مغري جدا مع شركة جراند ماجيك
ردحذفللحجز فى افخم فنادق القاهرة فندق انتركونتيننتال سميراميس تواصل مع جراند ماجيك على الرقم
ردحذف0020109228491
http://www.grandmagiceg.com/Hotels-details/intercontinental-cairo-semiramis
احجز بأفضل الاسعار في فندق فيرمونت نايل سيتي المميز الذي يقع في وسط القاهرة بجوار نهر النيل
ردحذفاحصل على اقوى اسعار فنادق الغردقة من خلال التواصل مع ارقام شركو اجازتنا في مصر
ردحذف