الخميس، 13 مارس 2014

الحياة ما بعد الخيانة





قصة حقيقية: كيف يمكن لخيانة الزوج

أن تصنع قصة زواج ناجح





كتبت مي سمير

خلف الأبواب المغلقة للحياة الزوجية هناك الكثير من الأسرار
 التي تمنح للعلاقة بين المرأة والرجل ذلك الشغف 
الذي تتأرجح ألوانه بين ألوان السما السبعة،  
وتتغير درجات حرارته بين الاشتعال والبرودة، 
وتختلف حالاته كما تختلف طبائع البشر.  
وتبقى الخيانة هي السر الأكثر إيلاما في الحياة الزوجية، 
سر قد يضع كلمة النهاية في الحب أو تبدأ معه الحياة الزوجية فصلا جديد.

عن الحياة الزوجية ما بعد الخيانة صدر كتاب 
"خيانة زوجي أصبحت أفضل شيئا حدث لي" 
والصادر عن دار نشر "ترافورد" الأمريكية، 
الكتاب الذي وصفته الدايلي ميل البريطانية كواحد من أهم
 الكتاب التي تناولت الخيانة الزوجية في العقد الأول 
من القرن الواحد وعشرين، هو ليس من تأليف خبيرة في 
العلاقات الزوجية تمتلك خبرة في هذا المجال 
أو دكتور نفسي تعلم أسرار النفس البشرية والعلاقات بين البشر، 
ولكن الكتاب من تأليف زوجة تعرضت بالفعل لخيانة زوجها 
ونجحت في تخطي هذه الأزمة لتعيش مع زوجها أجمل قصة حب 
جعلتها تصف خيانة الزوج بأنها أفضل شيئ حدث لها. 

الكاتبة أو الزوجة المخدوعة آن بيرشت بدأت كتابها 
بالإشارة أنها تزوجت بعد قصة حب سريعة استمرت لسبعة أسابيع 
وانتهت بحفل زفاف رومانسي وحياة زوجية استمرت 
لعشرين عام من السعادة والاستقرار وأسفرت عن انجاب ثلاثة أبناء، 
لكن بعد عشرين عاما كان الزلزال الذي هز حياتها وغيرها على نحو لم تتوقعه.

المرأة الأخرى
تبدأ القصة مع يوم عادي بتفاصيل روتينة وحلم يرواد 
الزوجة بالهرب من تلك الالتزامات الأسرية بقضاء أجازة أسبوعية 
بمفردها بعيدا عن الزوج والأبناء حيث لا تفعل شيئ 
سوى تناول الشوكولاته والتمتع بعدم عمل أي شيئ، 
ولكن هذا اليوم العادي تغيرت ملامحه عندما اقترب زوجها
 في خطوات ثقيلة وعلى وجه علامات جدية وتردد من السهل ملاحظته،
 وطلب منها الجلوس لأنه يريد التحدث معها في موضوع مهم، 
في تلك اللحظات دارت ملايين الأفكار في عقلها 
وبدأت نبضات قلبها تتسارع على نحو لم تشهده من قبل، 
ولم ينتظر الزوج كثيرا قبل أن يعترف لزوجته بخيانته لها. 
تؤكد الكاتبة أن أول عبارة خطرت ببالها أن تقول لزوجها 
انها تسامحه، ولكن مع توالي الاعتراف  وجدت نفسها 
تصرخ في وجهه وتسأله " من تريد أنا أم هي" وأتت الإجابة 
في شكل صدمة قوية عندما أكد الزوج أنه يريد المرأة الأخرى. 
أقسى لحظة في حياة أي امرأة أن تسمع حبيبها وهو يؤكد أنه يختار
 المرأة الأخرى بدلا منها، في تلك اللحظة تدرك أنها لم تعد الحضن 
الذي يشعر فيه بالأمان أو القلب الذي يمنحه الحب. 



حالة من الدهشة سيطرت على الزوجة التي أعتقدت أنها تعيش قصة
 حب مع زوجها وبدأت تشعر أن تلك المرأة الأخرى نجحت 
في تحطيم حياتها، وبدأت حالة من الهوس تسيطر عليها، 
هل تعرف هذه المرأة الأخرى، هل هي أصغر سنا أم أكثر جمالا؟
 والمفاجأة أن العشيقة كانت زميلته في العمل وهي امرأة في منتصف العمر
 متزوجة ولكنها تعاني من مشاكل في حياتها الأسرية، وقد بدأت 
العلاقة بينهما عندما تحولت علاقة العمل إلى صداقة، والصداقة إلى
 حوارات مشتركة اولتي تحولت بدورها إلى حوارات حميمية عن
 أدق تفاصيل الحياة الشخصية، وسرعان ما تطورت العلاقة إلى خيانة. 

الغضب 
غضب يسيطر على كل جزء من أجزاء جسدها، 
لوم يدفعها للتفكير في الانتقام، 
ازدراء يحرك كل مشاعرها، 
ورغبة دفينة في الصراخ ترجمتها إلى دموع ملأت عيونها 
في الليلة الأولى لاعتراف الزوج الصادم،
 فالحبيب عرف قلبه امرأة أخرى، 
والزوج  كفر بالحياة الأسرية،
 والأب مستعد لكي يغادر عائلته من أجل نزوة.  

في البداية طلبت الزوجة المخدوعة من زوجها أن يجلس مع أبنائه
 ويشرح لهم أسباب الانفصال، كان اعترافه أمام أطفاله بأنه لم 
يعد يريد البقاء مع والداتهم وأنه وقع في غرام سيدة أخرى بمثابة 
وسيلتها للانتقام منه، كانت تريد أن تراه وهو يتلعثم أمام أبنائه،
 كانت تستمتع بحبات العرق التي تحاصر وجهه وهو يحاول 
الإجابة على أسئلتهم، وشعرت بالذة الانتصار عندما غادر الأبناء 
والدهم وعلى وجههم نظرات حزن وغضب مختلطة بالتعاطف نحو الأم.

لم تتخذ مؤلفة الكتاب قرارها بالحفاظ على زوجها ومحاولة 
استرجاعه مرة أخرى إلا عندما شاهدته وهو يغادر المنزل، 
في تلك اللحظة أدركت  أن عليها خوض معركة 
من أجل استرجاع حبيبها وزوجها ووالد أبناءها، 
وتؤكد آن أنها تعلم أن بعض السيدات ينتقدن اختيارها بالبقاء 
مع زوج لم يكتفي فقط بالخيانة ولكنه اختار البقاء مع العشيقة، 
ولكن آن تؤكد أنها تدرك أن خيارها هو الخيار الأصعب 
ولكنها تفضل الحفاظ على أسرتها وزوجها بدلا من الاستسلام 
لأمرأة أخرى، وتضيف أن معركة استرجاع الزوج هي معركة 
على كل زوجة محبة أن تخوضها إذا وقع زوجها في فخ الخيانة. 

اتصلت آن بزوجها أكثر من مرة لكي تؤكد له ان لديها استعداد
 لمسامحته، كانت تريد أن تبقي الباب مفتوح في وجه الزوج، 
وفي كثير من الأحيان يفكر الزوج في العودة للزوجة ولكنه 
يخشى من غلق الباب في وجهه،لهذا كان مهم أن تبقي هذا الباب مفتوح. 
م تكتفي الزوجة بالاتصال بزوجها ولكنها ذهبت إليه في العمل مرتين
 لكي تعيد تأكيد استعدادها لكي تبدأ صفحة جديدة، 
وكللت جهودها في النهاية بالنجاح وعاد الزوج للمنزل،
وكان عليها أن تبدأ مشوارها في استعادة حياتها الزوجية من جديد.  

تؤكد مؤلفة الكتاب أنها حرصت على استرجاع زوجها لأنها كانت
 واثقة من أن مشاعر الحب بينهما والتي تمتد لعشرين عاما أكبر
 من تلك النزوة، وكانت تدرك أن عودة الزوج للمنزل هي خطوة
 أولى لمعركة طويلة، معركة تعلمت فيها كيف تغفر لزوجها 
وكيف تبدأ معه الحياة من جديد بدون خيانة.  

المعركة
خاضت مؤلفة الكتاب معركة طويلة استمرت لمدة عامين 
من أجل تخطي أزمة خيانة زوجها، وتؤكد أنها في بداية هذه 
المعركة كانت واثقة من قدرتهما على تجاوز هذه الأزمة لكن
 في المقابل فأن الزوج كان متأرجح المشاعر، 
وتؤكد الكاتبة أن هذه المشاعر معتادة بين الرجال في فترة ما بعد الخيانة. 

يبقى السؤال الأهم كيف استرجعت آن حياتها الزوجية بعد  خيانة الزوج
 وماهي تفاصيل تلك المعركة التي استمرت طوال عامين؟
 لم يكن الأمر سهلا، في أول ثلاثة شهور كان هناك الكثير
 من الغضب، فهي قد غفرت له خيانته ولكنها لم تنسى أنه
 وقع في غرام امرأة اخرى، وبعد أن هدأت مشاعر الغضب 
بدأت الرحلة بحوار صريح جمع الزوجين حول الأسباب
 التي دفعت الزوج للخيانة. عادة إذا سألت أي رجل خائن
 لماذا أقدم على خيانة زوجته سوف يسرد قائمة من الأسباب 
التي تتمحور حول الزوجة،في المقابل قد تكون الزوجة مثالية
 وعلى الرغم من ذلك تتعرض لخيانة زوجها، 
وقد أدركت آن أثناء تلك المحادثة أن زوجها الذي ارتبط بها بعد قصة
  لم يعد ينظر إليها باعتبارها حبيبته بعد أن تحولت من الحبيبة
 إلى الزوجة التي تتحمل مسئولية المنزل والأم المنشغلة دائما بالأبناء. 
 أدركت الكاتبة أن الحبيب لن يخون حبيبته إلا عندما يصاب 
الحب بينهما بالجمود، حيث تعتبر الزوجة أن الحب أمر مسلم به، 
ولكن في حقيقة الأمر فأن الحب يحتاج دائما لاهتمام وعناية 
كي يبقى على قيد الحياة. 

بعد هذه المحادثة قررت الزوجة أن تعود حبيبة  لزوجها، 
أن تحافظ على هذه المشاعر بينهما إلى الأبد، أن تستمتع إليه
 عندما يتحدث، أن تشاركه الأمور التي يحبها، أن تمنحه التفاهم 
الذي يبحث عنه وأن تحافظ على الصدق والصداقة بينهما. 

بعد عامين من محاولة تخطي أزمة خيانة الزوج، 
وبعد استرجاع شريط الحياة الزوجية في محاولة الوقوف
 على أهم الأخطاء التي دفعت الزوج للخيانة، 
خرجت الزوجة المخدوعة بثلاثة نصائح أساسية سوف تساعد
 كل زوجة على استرجاع حياتها بعد خيانة الزوج 
وبدأ فصل جديد في حياتها الزوجية بلا خيانة. 

أولا، كنتيجة للخيانة قرر الزوجين عدم ترك أي أمور
 أو قضايا معلقة بينهما، مع الحرص على البوح بأبسط المشاعر 
التي تضايقهما حتى لا تتراكم وتتحول إلى جبل 
من الصعب التخلص منه ، قد تبدو هذه النصيحة مستحيلة 
ولكنها أقرب لوصفة سحرية تجعل العلاقة أكثر صلابة، 
إذا شعرت الزوجة بالغضب من نبرة زوجها عندما يطلب 
 شيئا ما، فعليها مواجهته بمشاعرها حتى لا يتحول الغضب 
من نبرة الزوج إلى غضب منه، 
إذا شعر الزوج أن زوجتها لا تقدر الجهد الذي يبذله في عمله ،
 فعليه أن يعترف لها بمشاعره حتى لا تنمو هذه المشاعر 
وتتحول إلى كراهية للزوجة.

ثانيا، الحفاظ على مساحة خاصة تجمع الزوجين بعيدا 
عن أعباء الأسرة ومسئوليات الأبناء، في تلك المساحة 
يتذكر الزوجين أنهما حبيبن قبل أن يكونا زوجين أو والدين، 
 وذلك حتى يتمكنا من الحفاظ على مشاعر الحب بينهما مشتعلة دائما.

ثالثا، مناقشة القضايا الصعبة ومواجهتها دون خجل،
 مثال بسيط ،  إذا سألت الزوجة زوجها عما إذا كانت 
تبدو جميلة في فستان ما، فعليها أن تنتظر منه إجابة صادقة وأن تتقبل 
 أن يقول لها أنها تبدو أجمل في فستان آخر، 
مثل هذه الملاحظات الصغيرة قد تبدو بلا أهمية ولكنها 
تساهم في تقوية العلاقة بين  الزوجين وتؤدي إلى مزيد من
 التقارب بينهما، فكما لم يكتفي الزوج بالتعبير عن عدم
 اعجابه بالفستان ولكنه أيضا تولى هو مهمة اختيار فستان آخر
 تبدو فيه زوجته أكثر جمالا. 


في نهاية كتابها تؤكد الكاتبة الأمريكية أنه من السهل
 انهاء الزواج بعد خيانة الزوج ولكن الأكثر صعوبة 
هو الحفاظ على الحياة الزوجية واستعادة الزوج من جديد 
خاصة لو كان هناك قصة حب جمعت بين الزوجين. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق