الخميس، 19 يناير 2012

روبرت باير عميل المخابرات الأمريكية: خلافة إسلامية في مصر وحرب أهلية في المنطقة




عبر عميل المخابرات الأمريكية السابق روبرت باير عن مخاوفه من نشوب حرب أهلية في العالم العربي، فبعد العراق، سيأتي الدور على سوريا.  وتوقع باير أن ينتج عن "الربيع العربي" شكل من أشكال الخلافة في الشرق الأوسط ، حيث يلعب الإخوان المسلمين دوراً مركزياً، يليهم التيارات  السلفية التي وصفها العميل الأمريكي بالتيارات "الأكثر اتساقا والأكثر التزاما"، هكذا توقع روبرت باير في حوار له مع جريدة "بلجيكا الحرة."

حول ما يحدث في مصر وتطور الأوضاع بعد ثورة 25 يناير، أكد باير أن ما يحدث في مصر شديد الأهمية لمستقبل المنطقة بأكملها، مؤكدا أن مصر ستكون النموذج الذي تسير على خطاه بقية دول المنطقة، وأضاف أن الجيش سيحاول البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة، ولكن في نهاية المطاف سيتعين عليه تسليم السلطة. وتنبأ باير بإضطرابات سياسية ضخمة في الأردن تنتهي بانهيار النظام الملكي خاصة بعد نجاح الثورة في مصر ثم وصول الإخوان المسلمين للسلطة،  مع  العراق المقسمة  وسوريا المتجهة نحو حرب أهلية، سيكون من الصعب على الدولة الهاشمية البقاء طويلا في السلطة.

حول إمكانية تحول الربيع العربي إلى انتصار للإخوان المسلمين يتوج بوصولهم إلى السلطة، اكد باير أن ما يحدث كان متوقع، وعل الرغم من أن الثورة المصرية تحركت بفضل نشطاء الانترنت سواء توتير أو الفاس بوك، فأن أرض الواقع يشهد أن الإخوان هم الأكثر تنظيما، وتوقع باير أن يؤسس الإخوان نظام في مصر على شكل الخلافة الإسلامية. ويرى باير أن ألكسندر كيرينسكي أحد زعماء الثورة الروسية قد نجح في وصف الإخوان المسلمين عندما أن أشار أن الإخوان يقولون كل ما يجب أن يقال. وأضاف باير أن الخطوة التالية التي يخشاها هي مزيد من الصعود للتيارات السلفية الأكثر اتساقا والأكثر التزاما.

عن مصير الثورة المصرية والثورة السورية، أكد باير أن الثورة سوف تنجح في تغيير النظام في النهاية، ولكن الوقت الحالي قد يشهد الكثير من الإضطرابات والعنف مما قد يقود المنطقة لحرب أهلية أقليمية، كحرب المئة عام، وأشار أن إسرائيل توجه مصير صعب مؤكدا أنه لو كان إسرائيلي لأصابه بالرعب.

عاش باير في دمشق في الثمانينات من القرن الماضي وهو على دراية كاملة بتفاصيل المشهد السياسي ولهذا أكد أن لا مفر من نشوب حرب أهلية في سوريا، ففي ضوء طبيعة عائلة الأسد والعلويين فأن المشهد السوري لن ينتهي دون اللجوء للعنف، وإذا أجبرت عائلة الأسد على المغادرة قد يقع صراع طائفي. ستؤدي انقسامات المجتمع السوري ما بين سني ومسيحي وعلوي إلى تأجيج الصراع.  ويرى باير أن المشكلة الحقيقية أن المدن السنية تنظرللعلوين كدخلاء. تقريبا كما تنظر المدن السنية في بغداد للشيعة كمتسللين. معظم السوريين السنة يعتبرون العلويين مرتدين لايحترمون الدين الإسلامي الحقيقي. ثم هناك هذا الفساد المستشري في سوريا التي أصبحت أسوأ مع بشار.
 وفي إجابته لسؤال حول حقيقة اعتقاد الناس في دمشق  من أنهم  يساقون  لصراع واسع النطاق يشمل المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر، يرى باير أن الوضع ليس بهذه الصورة، واتهم قناة الجزيرة بأنها تضع الزيت على النار لتزيد الموقع اشتعالا، وأكد أن تركيا لا تتدخل في شئون سوريا وأن كانت سوف تستفيد كثيرا على الصعيد الاقتصادي في حالة سقوط نظام بشار الأسد، أما بالنسبة للقطر، فقد أكد باير أنها لا تملك حتى جهاز استخبارات، وحتى مع وجود الشيخ القارضاوي في قطر وحرصه على تأجيج الثورات العربية، فأن هذا لا ينفي حقيقية أن الانقسامات بالمجتمع السوري موجودة منذ فترة طويلة.
كما أشار باير أن إيران تنظر عن كسب لما يحدث في سوريا، ولكنها لا تتورط بشكل فعلي في الأحداث، قد تكتفي إيران بمد النظام بالأسلحة عبر العراق أو بدعم بشار اقتصاديا، أما حزب الله و فهو منحاز للأسد ولكنه بالتأكيد لا يريد التورط في حرب أهلية، لهذا فأن من الصعب التنبأ بمستقبل الأوضاع في المنطقة.
وأبدى باير رفضه للتدخل العسكري الغربي في سوريا، وبرر رفضه بأن الحرب لا تؤدي سوى لمزيد من الخسائر، ووصف باير غزو العراق بواحد من الكوارث الكبري في القرن الواحد والعشرين، فقد تخلص الأمريكان من طغاية ولكنهم أعادوا إحياء الانقسامات العرقية.وأكد بايرقد أن التدخل العسكري في سوريا سوف يؤثر على المنطقة بأسرها، بما في ذلك في الأردن ولبنان. مع التدخل العسكري الأجنبي سيخرج الوضع عن السيطرة، وقد يتطور الأمر لحرب أقليمية، سيكون من الصعب رؤية الشرق الأوسط يتحول من حروب أهلية  تتضاعف لتصل لحرب أقليمية.
مي سمير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق